بقلم رباب السباعي – صورة شدت انتباهي في اجتماع مجلس الأمن القومي
في الصورة بجانب رئيس الجمهورية يوسف الشاهد رئيس الحكومة و وراءه رؤوف مرادع مدير الأمن الرئاسي المتهمين بالانقلاب عليه
عادة من الأفضل عدم الخوض في مواضيع تحت أنظار القضاء و لكن بما أن الرئيس تحدث في مداخلته اليوم عن ” الجهاز السري ” و هو ملف منشور اليوم في ” المحاكم” .. كنت اتمنى لو تطرق لقضية الانقلاب السخيفة التي رفعها امين عام حزبه سليم الرياحي ضد عدد من الشخصيات الوطنية … كم كنت أتمنى لو استنكر اليوم الرئيس ما فعله الرياحي لأنه يعتبر خطر على الأمن القومي … كم كنت أتمنى لو قال الرئيس اليوم كلمة حق في حق رئيس الحكومة و ابنه الروحي الذي اختاره و الذي يؤكد كل مرة انه لم يندم على ذلك و هو يعلم جيدا ما يحيكه ” حافظ ” و أتباعه من مؤامرات ضد الشاب الذي يعتبر الصراع ضد الفساد و التوريث و الرداءة قضية مقاومة لا تخضع للابتزاز و المساومة … كنت اتمنى لو انتصر الرئيس اليوم لسليم ضد سليم .. ينتصر لسليم العزابي أحد أبرز قيادات حملته الانتخابية الرئاسية عندما كان سليم الرياحي مرشح ضده و يتهكم على صحته و سنه و يشكك في قدراته و مداركه … ينتصر لمدير ديوانه الذي خدمه بصدق و وفاء و احترام متواصل إلى اليوم و كان خير خلف لأسوا سلف ..نعم سلفه ذلك الذي بعد أن طرد اصبح يتجول في المنابر الإعلامية لمهاجمة الرئيس و عائلته صباحا مساء و عاد اليوم بكل وقاحة للحزب الذي استقال منه و شوهه و شوه مؤسسه … تمنيت لو دافع اليوم الرئيس عن المسؤول الأول على امنه مدير عام الأمن الرئاسي و دافع من خلاله على سلك لم يعرف طريق الانقلاب في اتعس فترة عاشتها تونس بعد 14 جانفي … سلك قدم التضحيات و الشهداء و سقى ابناءه بدمائهم الطاهرة تراب تونس ذات مساء في محمد الخامس … تمنيت لو قال الرئيس كلمته اليوم في هذه القضية التي اقحم فيها الاوفياء له و منهم نجل القامة قاسم المسدي الصحفي الخاص للزعيم بورقيبة … و حتى لزهر العكرمي و رغم نقده اللاذع للرئيس و نقدي اللاذع انا شخصيا له فهو حتى و ان اختلفنا مع اسلوبه يبقى مؤسس في نداء تونس … رفيق درب الرئيس في التأسيس … و تصريحاته الحادة مأتاها المه لما الت إليه الأمور و سعيه لتكون نهاية العهدة الرئاسية للرئيس مشرفة و خروجه كبير و دوره يخلد في التاريخ و ذاكرة الأجيال و تعنون الصفحات التي ستتحدث على عهده في تاريخ تونس بـــ ” الزعيم الباجي قائد السبسي ” … نعم تمنيت و لكن صدق المتنبي عندما قال ” ما كل ما يتمناه المرء يدركه .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.