كتب المخرج والأستاذ المسرحي أنور الشعافي
لم أشاهد عرض الكبير لمين النهدي في مسرح قرطاج لكنني شاهدته في المسرح البلدي في شهر أفريل الفارط و ممّا كتبته ما يلي : “.. هي مونودرام حقيقي ، نصّ متمكّن من آليات الكتابة و بناء درامي توليدي، سلس الإنتقال من موقف إلى آخر ، الإخراج كان عارفا بأدواته ، مسيطرا على الفضاء الركحي العاري L’espace scénique nu و وعيه بالأمكنة الركحية Les lieux scéniques و أما الأداء فكان درسا في فن الممثل : حضور ركحي باهر، طاقة لا تتراخى، إيقاع مدروس بحرفية و تنقّل سلس بين الشخصيات مع مهارة في تجسيد تبايناتها.”
يعرف المختصون الفرق بين تقديم مونودرام في فضاء مغلق و تقديمه في فضاء مفتوح لأن هذا يتطلّب تصوّرا ركحيا مختلفا تُراجع فيه بُنية العرض البصرية و التقنية و أمّا الأداء التشخيصي و الإيمائي فقد بلغ نضجا فنيا لافتا يكشف مسيرة فنية طويلة.
يبدو أنهم أفسدوا جمهور المسرح في الصيف بسقط المتاع من المسرح الفردي الخسيس – و بعضهم من المحسوبين على المسرح – فلم يعد يقبل بعرضٍ – درسٍ في المونودرام.
من المؤسف أن يتحدث بعض من الجمهور من ضحايا الإعلام الرخيص بهذه الشماتة والحقد و الإقصاء عن فنان كبير بدأ مسيرة حافلة منذ أكثر من نصف قرن.