مقالات رأي
الإعلامي القدير سعيد الخزامي يصف جربة بعد العملية الإرهابية

كشف الصحفي والمدير السابق للتلفزة الوطنية سعيد الخزامي عن الوضع في جزيرة جربة، ومتحدثاً عن تفاصيل دقيقة شاهدها خلال رحلته إلى جزيرة جربة التونسية بعد الحادثة الدامية التي جدت مؤخراً.
وهذا ما ورد فيها:
عائد من جربة… بعد الصدمة
جربة ليست خائفة على مصير موسمها السياحي القادم. هي واثقة من أنّ العملية الإرهابيّة التي أسالت الدم على عتبة مزار الغريبة اليهودي لن تعيق استقبالها مئات الآلاف من الضيوف، في هذا الصيف… لكنّ جربة ناقمة على مَن فعل الفعلة ومَن قد يكون وراءه، ومتوجسة من أنّه يُراد إصابتها في مقتل بضرب السياحة فيها، وهي كلّ ما تملك من مقومات الحياة.
فالجرابة ليس لهم سوى ما يرتبط بخدْمات النشاط السياحي من منتجعات وفنادق ومطاعم ومقاهي وقلاع وأسواق وصناعات تقليدية وكنيس الغريبة للارتزاق وإدارة شؤون الحياة.
لهذا يتوقع أهل جربة دائما أن تهتم الدولة بالسياحة عندهم، وأن تستنفر لها قوات أمنية على جاهزية كاملة وكافية للحماية، إلاّ أنّ حادثة الغريبة أحدثت الصدمة، لكن ليس إلى حدّ الارتباك… ولا غرابة، فجربة متعددة الأعراق والأديان حوّلت تنوعها إلى عنصر قوّة وتحصنت بالتعايش والتسامح والطيبة لتضمن لنفسها الهدوء والأمان.
السُنة رأيتهم، على عكس الماضي، يصلون بكثافة في مساجد الإباضية. والعرب والأمازيغ يتبادلون الأحاديث في لقاءات المقاهي والأماكن العامة بلهجاتهم، ولا حرج. والذهاب إلى حارة اليهود الكبيرة لتناول أكلاتهم الشهيّة خاصة “البريك” استمتاع يحرص عليه أهالي حومة السوق وميدون كما زوارهم… جربة جميلة ومتجانسة، لكنها شديدة الحساسية إلى الأمن.