كتب الاستاذ محمود داوود يعقوب
نور الدين بوطار
الذي تعرفت عليه فترة ايقافه، وجدت شخصا مثقفا دمث الخلق بشوش الوجه واثق من نفسه معتدا بمبادئه رغم ما تعرض له من مظلمة نتيجة تمسكه بحرية الصحافة والاعلام وتم ايقافه في قضية لا حجة فيها ومع ذلك تم التصرف بكل قانونية ومهنية ودون أدنى استغلال للإذاعة التي أسسها ويديرها وهو شريك رئيسي فيها، حتى ذلك الحشد العالمي والمناصرة اللذان حصلا معه لم يسع الدفاع لتوظيفهما أمام القضاء بل على العكس تم كل شيء في إطار الإجراءات والطعون الاعتيادية والاحترام التام…
اكتب هذا اليوم فقط لرفع أي التباس مما يتداول عن وجود فساد مالي لديه أو كونه خرج في إطار صفقة ستنعكس على الخط التحريري لموازييك اف ام…
فبالنسبة للفساد المالي فقد انتهت الابحاث لسلامة موقفه جبائيا وماليا وجاءت كل التساخير لفائدته وأخرها التقرير التكميلي للجنة التحاليل المالية الذي أكد غياب أية شبهة ضده.
أما بالنسبة للخط التحريري فسأسمح لنفسي بالكشف عن جزء مما دار من حوار معه في إطار ضبط خطة الدفاع التي تفرض علينا مناقشته فيما كان سببا رئيسيا في تتبعه ألا وهو الخط التحريري للإذاعة. ودون الخوض في تفاصيل الحوار كان جوابه أنا لم أتدخل سابقا ولن أتدخل اليوم أو غدا في الخط التحريري… لقد عملت لسنوات على خلق مؤسسة اعلامية سعيت لأن تكون نموذجية في الإدارة والتسيير طبق ما يقتضيه القانون ومبادئ حرية الاعلام والصحافة ولدينا ميثاق تحريري يحدد واجبات كل صحفي وحقوقه ويمنحه حرية التعبير عن رأيه دون تدخل… وبالتالي فأنا لا أملك أن أوجه أو أمنع ولدي قناعة مبدئية باحترم مبادئ حرية الاعلام والصحافة والتعبير وأن كانت تلك الحرية قد أوصلتني إلى هنا فإنا لن أضحي بها كي أخرج…
وعليه فإن الحديث عن فساد دون اطلاع على الملف لا يجوز وخاصة من أهل القانون.
ثم الحديث عن صفقة هو هراء وجهل بحقيقة الرجل وآليات العمل التي فرضها ويتمسك بها.
في أخر زيارة قلت له سنلتقي الأربعاء القادم خارج السجن فتبسم وعاد إلى محبسه ولا أعلم بماذا تمتم… وها نحن سنلتقي خارج السجن بفارق يوم واحد عن الوعد وذلك بسبب ذلك الضمان المالي المجحف الذي أثقل كاهل عائلته وأصحابه واتمنى ان يتم توفيره بتظافر جهودهم..