مقالات رأي

حوارنا اليوم مع الدكتور محمد عوض كاتب قصص أطفال وفي نفس باحث علمي مشارك في معهد الكويت للأبحاث العلمية تخصص علوم البحار

– بداية عرفنا عن نفسك:

الاسم الكامل محمد عبدالله سيد عوض سيد علي لكن منذ الصغر في المدرسة والمجتمع الكل يعرفني بمحمد عوض للتمييز فهناك الكثير محمد علي. متخصص في علوم البحار وأعمل في مجالي في معهد الكويت. للأبحاث العلمية وحصلت على الشهادة الجامعية من جامعة الكويت تخصص علم الحيوان ومساند علوم.   بحار والماجستير من جامعة جلاسجو في بريطانيا الدكتوراه من جامعة شفيلد في بريطانيا كذلك.

– كيف كانت بدايتك:

بدايتي في الكتابة كانت في سن صغير جدا، كنت في الثالث الابتدائي، وكأي طفل يشاهد الرسوم المتحركة، لكنني كنت أقول لنفسي لم لا أكتب أنا قصة مشابهة لما أراه. فكانت البداية من بعد مشاهدة الحلقات أحاول كتابتها بأسلوبي.

– بمن تأثرت وما هي اول الكتب التي قراتها:

تأثرت بالكثير من الأدباء سواء في أدب الطفل أو غيره، ففي أدب الطفل كان كاتب الأطفال والرسام الروسي فلاديمير سوتييف والأديب الروسي نيكولاي نوسوف ثم سلسلة المكتبة الخضراء وسلسلة طرائف وسلسلة ليدي بيرد والكاتب البحريني إبراهيم بشمي وبعد أن أصبحت في المرحلة المتوسطة قرأت لمصطفى محمود ومحمد عبدالحليم عبدالله وفي الثانوية قرأت لنجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وتوفيق الحكيم إضافة للأدب العالمي مثل تشارلز ديكنز وألكسندر دوماس وايميلي برونتي ومن المعاصرين د. نبيل فاروق ود. أحمد خالد توفيق وكذلك كتاب القصص المصورة أمثال البريطانيين فيرج هاندلي وديفيد هاين وجيم ألكساندر وغيرهم الكثير. 

– هل ما تكتبه يحمل شيئا من ملامح محمد الطفل:

بالتأكيد لا شك في ذلك، فأي عمل فني لا بد وأن يحمل ملامح من صاحب العمل، وأنا لا أزال طفلا  بالمناسبة من ناحية حبي للرسوم المتحركة وحبي للذهاب لمنتزهات اللعب مثل عالم ديزني وعالم وارنر   بروذرز، كما وأنني مازلت أتحين الفرص للقاء نجوم طفولتنا وقد حدث ذلك والله الحمد مع كثيرين أمثال  فلاح هاشم وجهاد الأطرش وغنام غنام وإيمان هايل ووفاء طربية وغيرهم الكثير ممن تربينا على دبلجتهم في المسلسلات الكارتونية.

– كيف استطعت الجمع بين اختصاصك العلمي وموهبتك الأدبية:

يتجلى ذلك بوضوح في قصتي:

Wade the Whale

و

Nature’s Conversation

حيث أنني قدمت المعلومات العلمية في قالب مبسط ومرح وجذاب وسهل القبول بالنسبة للأطفال مع  المحافظة على دقة المعلومات العلمية ومحتواها كما أن الكثير من أولياء الأمور لمن يقرأ لي من الأطفال  أخبروني بأنهم تعلموا الكثير من قصصي كونهم غير متخصصين في المجال، وهناك قصص جديدة قادمة عن قريب بإذن الله تعالى. كما أن هناك أيضا قصيدة “ميدة وقبقوب بين أشجار القرم” حيث قامت الشاعرة  الجزائرية نصيرة عزيزي بتحويل الفكرة و القصة من نثر إلى شعر مع الحفاظ على المعلومات العلمية وقد تم نشر القصيدة في مجلة فرقد في فبراير عام ٢٠٢٣.

– شخصيات ابداعاتك من اين تأخذها؟ من الحياة الحقيقة أم من نسج الخيال؟ وهل من السهل تحويل شخصيات حقيقية الى شخصيات كارتونية؟ 

أي خيال يكون مرتكزا على واقع ومن ثم يتم التحليق إلى أبعاد أخرى في طريقة الطرح ففي قصتي 

Nature’s Conversation

على سبيل المثال نرى القمر والبحر يتشاجران من منهما أجمل وأفضل من الآخر، فالقمر حقيقي والبحر    كذلك، ولكن من الخيال جعلناهما كشخصين يتشاجران لايصال الأفكار والمعلومات المطلوبة وكذلك تم     رسمهما بشكل يختلف عن الواقع لكن لا يلغي هويتهما، وكذلك قصة “قلعة الأميرة نور” فالقنافذ البرية في   الواقع حقيقية لكنه تم تقديمها في قالب من الرسم مختلف عن الواقع كما حدث مع القمر والبحر ثم نرى في الاحداث عائلة من القنافذ ذاهبة إلى شاطئ البحر لقضاء يوم جميل والقيام بمختلف النشاطات ومنها بناء    قلعة رملية وهكذا في بقية القصص. أما سؤالكم هل من السهل تحويل شخصيات حقيقية الى شخصيات     كارتونية؟ فالاجابة أن ذلك ممكن ويتم بالتركيز على الصفات المميزة في تلك الشخصية ومن ثم تقديميها   كارتونيا حسب قواعد كتابة هذا النمط إضافة للرسم المعبر.

– كيف استطعت تطوير طاقاتك الابداعية وهل الموهبة وحدها كافية ليكون الكاتب مبدعا حقيقيا:

أي موهبة تحتاج إلى صقل وتطوير، فالرياضي عليه أن يتمرن ليستمر في ابداعه وكذلك الكاتب عليه أولا  أن يقرأ ويستمر في القراءة وكذلك أخذ الدورات التدريبية واستشارة من لهم باع في هذا المجال من الأدباء والناشرين.

– كتبت باليابانية والانجليزية والعربية فهل يختلف اسلوب الكتابة من لغة لأخرى:

اللغة هي الحاكم الرئيسي هنا وبعض العبارات في لغة ما لها معنى قوي ولكن ان تمت ترجمتها حرفيا على لغة أخرى تصبح بلا معنى، فهنا يجب الانتباه والتدقيق، لكن بالطبع ككاتب مهما اختلفت اللغات لك بصمتك الخاصة والمميزة. 

– من هم الكتاب الذين تحب الاطلاع على كتاباتهم باستمرار:

هناك الكثير ومنهم فرج الظفيري وجوليا دونالدسون ولين تشابمان ود. هديل فرس وهادية بوخروبة وآخرون.

– ماذا يدعوك للكتابة للطفل هل هو حبك للطفل ومحاولتك التقرب منه ام أن الطفل الذي بداخلك يجبرك على ذلك:

الأطفال هم أساس المجتمعات فهم شباب الغد وبناة الأوطان، لذلك يجب الاهتمام بهم منذ الصغر من الناحية الصحية والنفسية والمادية وكذلك الثقافية فبذلك ننشئ جيلا من الشباب مستقبلا قادر على تحمل المسؤولية.

– في كل مجال هناك صعوبات وتحديات فماهي الصعوبات التي واجهتك:

كوننا نكتب للطفل فيجب علينا التفكير كما يفكر الطفل او قريب من ذلك كي نصل إليه وذلك ينعكس في     الكتابة بطبيعة الحال حيث يجب اختيار الكلمات البسيطة وعدم الاكثار من الجمل والكلمات بل أن تكون       محدودة وواضحة وتوصل المعنى ببساطة شديدة بمساعدة الرسم المناسب، وهذا هو التحدي الكبير إضافة إلى الأسلوب الجذاب والمشوق المتناسب مع عقلية الطفل، وذلك يحتم علينا رؤية الموضوع من زوايا نفسية وتربوية واجتماعية خاصة بالطفل وذلك يتطلب قراءات واستشارات خاصة لكل فئة عمرية مقصودة  بالكتابة فلكل فئة عمرية ما يناسبها. 

– كيف ترى ادب الطفل في عالمنا العربي هل وصل لمرحلة الاتقان ام انه بقي مجرد محاولات:

يسعدني وجود دور نشر كبيرة في العالم العربي متخصصة في أدب الطفل كدار الهدهد ودار كلمات ودار كشمش ودار نون وغيرها ووجود الكثير من العرب ممكن يكتب ويرسم للأطفال الكثير لكننا نحتاج             لمهرجانات عربية خاصة بأدب الطفل في مختلف الدول العربية بشكل مكثف إضافة إلى ندوات ومنتديات لذلك حيث تكثر التجمعات وتبادل الخبرات وكذلك فرصة لوجود الأطفال مع أولياء امورهم كي ينهلوا ما يستطيعون من هذه المهرجانات الثقافية.

– يقال ان ادب الطفل من اصعب انواع الكتابات فهل انت مع او ضد: 

نعم فيجب علينا التفكير كما يفكر الطفل او قريب من ذلك كي نصل إليه وذلك ينعكس في الكتابة بطبيعة الحال حيث يجب اختيار الكلمات البسيطة وعدم الاكثار من الجمل والكلمات بل أن تكون محدودة وواضحة وتوصل المعنى ببساطة شديدة بمساعدة الرسم المناسب، وهذا هو التحدي الكبير إضافة إلى الأسلوب الجذاب والمشوق المتناسب مع عقلية الطفل.

– من خلال قصتك “قلعة الاميرة نور” لاحظنا ادراج أشعار مع القصة فهل تؤمن بالشراكة بالعمل الابداعي وهل من السهل اقتناع اديبين بنفس الفكرة وسعيهما لتجسيد الفكرة كعمل ابداعي:

أؤمن بذلك نعم وكل شيء يتم بالاتفاق والتعاون.

-هل فكرت في تسخير مجالك العلمي في ايصال معلومات للطفل عن طريق الكتابة:

نعم فعلت ولازلت أفعل وهذا هدفي الرئيسي من الكتابة الان وقد أجبت عن ذلك في السؤال الخامس.

-أخبرنا عن تجربتك مع مسرح الطفل:

قمت بتأليف مسرحية للأطفال تم أداؤها في الكويت في عيد الفطر عام ٢٠١٠ بعنوان “أستاذ نزار وشباب   الكشافة”، وكانت تجربة جميلة تعلمت منها الكثير خصوصا فيما يخص التعاون على مستوى كبير ما بين  المؤلف والمخرج وطاقم العمل من ممثلين وفنيين ومنشدين، كما أن للكتابة المسرحية طريقة خاصة يسعدني أنني تعلمت الكثير من هذه التجربة وأسعدني أكثر حب الأطفال للمسرحية.

– هل سنرى مستقبلا مسرحيات جديدة من تأليفك؟

لقد كتبت أكثر من نص بعد مسرحية “أستاذ نزار وشباب الكشافة” وهناك مفاوضات حاليا بهذا الخصوص وإن شاء الله يتم الإعلان عنها في وقتها.

– هل سنرى مستقبلا أعمال تلفزيونية من تأليفك؟

هناك مفاوضات حاليا بهذا الخصوص وإن شاء الله يتم الإعلان عنها في وقتها.

– ما الذي تود قوله ككلمة ختامية:

كلمتي موجهة لثلاث فئات، أولا لمن يرغب في الكتابة للطفل، عليه تحديد الفئة العمرية التي ينوي الكتابة لها ويقرأ في هذا المجال ويأخذ الدورات والاستشارات وكذلك يطلع على القصص المنشورة الخاصة باهتمامه.  ثانيا للرسامين الراغبين بدخول هذا المجال أنصحهم بالاطلاع على ما تم نشره خصوصا للفئات العمرية      محط اهتمامهم وكذلك أخذ الدورات والاستشارات. كما أشجع على تعاون كاتب مع رسام لابراز عملهم ولو كمسودة أولية مع الاحتفاظ بالملفات الاصلية للتعديل عليها مستقبلا، ولو كانت هناك فرصة للنشر ولو مقابل  أن يدفع الكاتب أو\و الرسام مقابل مادي بالمقدور فليكن لأنه لا يعرف المرؤ متى تأتي الفرصة المناسبة مع   ناشر مناسب فوجود عمل منشور يضعك على الخارطة. ثالثا أناشد المؤسسات الثقافية الحكومية والأهلية في الوطن العربي للإكثار من الفعاليات الثقافية الخاصة بأدب الطفل سواء حضوريا او اونلاين على جميع المستويات من الحي الى الدولة.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى