ثقافة وفنون

الفنانة التشكيلية : لمياء بن الشيخ ابراهيم ” تراوح في اعمالها بين المقاصد والتخفٌي خلف عتبة القماشة بإحساس مدهش “

    🔖 الحرية : 🖋بقلم/ جلال باباي

     صادف وعن غير قصد ان نعثر على ضيفتنا المتالقة : لمياء بن الشيخ ابراهيم ، افتراضيا وهي تتجوٌل مع رفيقاتها مكتنزة بالفرح بين جنبات معرضها الشخصي الاخير بدار الثقافة نابل و الذي جاء تحت عنوان رشيق :” علاقتي صدف مقصودة – 2-” والمتفحص في رسوم ضيفتنا يعي جيٌدا ثقافتها الموسوعية بالفن التشكيلي وحرفيٌتها العالية في تعاملها مع المادة المستعملة وحسن استخدامها لبياض القماشة الذي طوٌعته حتى يتٌسع لحجم الفكرة المنتظرة وتنعكس على سطحها المحسوس مناخات الذات البشرية وداخلها النفسي غير الملموس ، فتاثرت ضيفتنا الرسامة لمياء بن الشيخ ابراهيم بالمدرسة التونسية حيث تتلمذت على يد رواد الفن التونسي الحديث مثل المرحوم الحبيب شبيل و الرسام محمد بن مفتاح و رشيد الفخفاخ و غيرهم كثر، و بالاخص استاذها المرجعي الاول في تكوينها التعبيري المرحوم: رفيق الكامل وسي الهادي التركي .

   ومن ثمٌة وعبر هذا الفسيفساء من المؤثرات و الزخم من المرجعيات الهامة في الساحة التشكيلية تختار بعدها الرسامة لمياء بن الشيخ اسلوبها الخاص الذي يقوم اساسا حسب تقدير الفنانة لمياء على مادية التعبير و تعبيرية المادة كمعادل تشكيلي و اساس بناء العمل وانشائية اللوحة تجميع و توليف المواد المبتذلة كعنصر جاهز واداة تعبير تتفاعل وتتداخل مع المادةاللونية في انشائية العمل التشكيلي عبر الاختيارات لتعود بها الى انعكاس الواقع من فرط ايمانها بأن الفنان لا يمكن ان يكون ألا صورة لواقعه وانعكاسا له بطريقة أو بأخرى، لتتعدٌد بذلك القراءات و الانطباعات في حنايا لوحات المعرض قصد العثور على مقاصدها التي رامت الرسامة لمياء ايصالها إلى قارئها المباغت او العابر فيتجاهلها او لم يعرها اهتماما عن غير قصد نظرا لمحدودية معرفته بنواميس انتشار الالوان في مربٌع الحركات التي تتارجح بها الفرشاة في كل الاتجاهات.

    ثم نتحوٌل إلى المتلقي الذكيٌ الفطن الذي يحاول إلى اقتلاع وتعرية المضامين التي قصدت نحتها على المحامل فيتجاوب معها ويتفاعل لتستقيم الرسوم استجابة وجدانية للمتلقي وبتلك المواصفات قرأنا العلاقة الثنائية بين قيمتي التاثير والتاثٌر والاعتراف بالتالي ان حياتنا هي جملة من الصدف المقصودة ، او غير المدرجة في دفتر ودائرة حراكنا فيصبح المعيش الذي نحياه ونفترشه هو بمثابة كتلة من المواعيد التي لم ندرجها في جدولنا اليومي ، لتزيد او تنقص في كمية الشعور بالحسي والعاطفي.

   هي بذلك فلسفة الرسامة لمياء بن الشيخ ابراهيم التي حرصت ان تبلغنا إياها بواسطة رحلة قصدية لحوالي عشرين لوحة اشتغلت عليها لاكثر من سنة لتتحوٌل إلى مسرح معطٌر بشذى الربيع الزهيٌ تنعكس لترشدنا سبيل مشهدية مليئة بالبهجة ، طفت على المحامل في شكل لوحة فسيفسائية غنيٌة بالاحاسيس البصرية و المشاعر الهلامية ، بالامكان ان تأوٌلها كما تشاء الذات المتاملة في خباياها وتشارك الفنانة هوسها بالفرشاة التي تهندس إحساسها المرهف وتشتغل بواسطتها على الفكرة اولا ثمٌ تثبيت البصمة الذاتية للمبدع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى