ان لعبة نسبة المشاهدة تدخل في اطار فضول المواطن التونسي و تعنى اطلاقا اعجابه باي عمل فالمشاهدة هي الفضول لا ننكر ان الفلوجة هو العمل الذي صدم الناس لكن هذا لا يبرئه من عدة سقطات فنية واضحة في طريقة الطرح و طريقة المعالجة و لا نعتقد ان الموجة المعارضة تنساق في طائلة الصنصرة بقدرما ازعجها حقا سوء الذوق سوء التقدير لمحاكاة المشاغل الاجتماعية كما ان زج عدة شباب مراهقين في خانة الادوار البطولية يعد حقا مغامرة غير محمودة العواقب في بداية مسيرتهم بقي ان مسالة منع المسلسل من عدمه تبقى مسالة اختيارات فكان من باب اولى و اخرى القيام بصنصرة ذاتية دون الرجوع لمسالة رمزية مدينة الفلوجة و ما يمكن ان تخلقه من صراعات ديبلوملسية مع العراق الشقيق.
و بدى مسلسل الجبل الاحمر في الوطنية الاولى اكثر صلابة على مستوى الطرح و قوة الايحاءات و الصور الاجتماعية فاذا كانت الفلوجة قد صورت مشاهد في صلب مؤسسة تربوية بعينها لتصورها في قالب المدنس لكل ماهو تربوي فان الجبل الاحمر حقق صعودا من فتيل الجريمة في حي شعبي بعينه و هنا مقدرة المخرج ربيع التكالي الخارقة في جمع جل الكفاءات القديمة و الجديدة على مستوى التمثيل و تقديم عمل محترم جدا و هي كفاءات ضاعت عن الفلوجة رغم ان الجبل الاحمر سقط احيانا في بوتقة العنف و الدموية الا انه وفق اجمالا في نقد مجتمعي و ليس نقد اقطاعي و هنا تميز العمل الثاني عن الاول.
هذه قراءة اولى في الاعمال الرمضانية كوميدية و تراجيدية لكن نخشى ان تمخض الجبل وولد فارا باعتبار ان الهالة الاعلامية و النصوص الاشهارية توحى لنا اننا سنرى اعمالا غير عادية لكن عيوننا كبرت على الاعمال القديمة التي ترمز لجيل الدراما الكلاسيكية شكلا لكن الحديثة مضمونا فالقديم في الدراما مازال جديدا و مجديا و العاصفة و قمرة سيدي محروس و الخطاب ع الباب هي اعمال مازالت صالحة في وقت كانت للدراما حرمة و هيبة و اذا عرف السبب بطل العجب.
زر الذهاب إلى الأعلى