عاد الحديث مجدداً إلى مشاهد أحداث الرش التي عاشتها سليانة خلال العشرية السوداء والتي هزت الرأي العام وخلفت ضحايا وإصابات بليغة في صفوف عدد من المحتجين زمن تولى علي العريض لوزارة الداخلية.
أحداث دامية بقيت وصمت عار على جبين قادة الحرب في تنظيم حركة النهضة الإخوانية والتي كانت متعطشة لشرب دماء الشباب التونسي والتنكيل به عبر الماكينة البوليسية على شاكلة ما تعرضت له النهضة في عهد النظام السابق، والذي كان إنموذجاً لدى حركة النهضة في الحكم، حيث طمع بعض قادة النهضة للحكم لمدة 30 سنة عبر تدجين ماكينة النظام السابق وصولاً إلى استغلال بعض رموز النظام السابق وتوظيفهم لأداء مهام قذرة…
أحداث الرش بسليانة فضحت ممارسات حركة النهضة الفظيعة وبشاعة الجرائم في حق الإنسانية، وأكدت العنف الذي ينبع من قيم ومبادئ التنظيم المتطرف والذي لم يتغير بتاتاً حتى مع دخول النهضة للحكم.
ضحايا العشرية السوداء لم يطلبوا عدالة إنتقالية ولا تعويضات على شاكلة تعويضات الإخوانجية التي استنزفت المال العام ولم تترك شيئاً من حقوق الشعب التونسي، وحاصرت أحلام الشباب في حق الشغل وضربتهم في عقر دارهم وألجمت ألسنتهم التي طالبت بحق التنمية الجهوية وحق الجهات الداخلية في مستقبل في دولة كنا نظنها أنها ديمقراطية وفي أحضان حكم من أتت بهم الثورة ليحموا قيمها ومبادئها المرتكزة أساسا على الحرية والكرامة، فلا حرية ولا كرامة مع قادة الحرب الإخوانجية الذين ارتدوا لباس التقوى وزيفوا التاريخ ونشروا الأكاذيب والمغالطات ونصبوا أنفسهم أوصياء على الثورة التونسية، لتنتهي المسرحية في وقت مفاجئ ويسدل الستار على العشرية السوداء لتدخل تونس مرحلة جديدة قوامها الجمهورية الجديدة ومستقبل أفضل لأهالي سليانة ولكل الشعب التونسي.
كتبه: توفيق العوني
زر الذهاب إلى الأعلى